قد يتساءل الكثيرون عن السر في تركيز الحركات الارهابية على تونس في توجيه ضرباتها, خاصة و أن هذا البلد المغاربي بلد فقير ولا يمكن أن يكون قبلة لأطماع الشركات العالمية التي تغذي النزاعات ومعالم عدم الاستقرار كما هو الحال مثلا في ليبيا و العراق.
لكن على ما يبدو مهندسوا الارهاب ومفبركوا خريطة العالم الجديدة وبخاصة خريطة العالم العربي لم يرقهم توجه العقرب التونسي نحو وجهة الدب الابيض اعتمادا على ما جاء به وزير الخارجية التونسي علي القوطالي عندما أكد على أن بلاده وروسيا على وشك التوقيع على اتفاقية استراتيجية مع الكريملين في مجال الصناعة بما من شأنه أن يغذي منطقة المغرب العربي والقارة الافريقية.
لكن وبكل المقاييس هناك جهات و قوى عالمية متحكمة في دواليب الأمور لن تقبل بسهولة أن تنفلت من بين يديها تونس وهي التي كانت إلى عهد قريب حليف استراتيجي يؤمن سوقا استهلاكية وأرض تبعية عمياء لا يمكن التضحية بها بين عشية وضحاها لتحتضنها روسيا لذلك على ما يبدو التشويش على هكذا قرارات يبقى من ضمن البرامج الأولية و أولوية الأولويات.
و إذا كانت تونس قد حسمت أمرها في موضوع علاقاتها الإستراتيجية مع روسيا فهذا يتطلب منها الكثير والكثير في مقدمته القدرة على الثبات والصمود والمواجهة لمكائد ومخططات من لا تسترضيه هذه الاتفاقيات و الذي أرسل العديد من الرسائل عبر الضربات الأخيرة في مقدمتها لا أمن ولا سلام في حالة الخروج من الحضيرة المألوفة…