دعا مفكرون المغرب الى توخي الكثير من الحذر تجاه أعداء وخصوم وحدته الترابية وطالبوه بحماية مبادرته السياسية الجديدة في افريقيا ليكون دولة جيواستراتيجية في القلب الجنوبي للعالم.
وتحدث كل من المؤرخ الدكتور زين العابدين الحسني والدكتور والباحث ادريس هاني في ندوة فكرية بمقر حزب النهضة والفضيلة بالرباط مساء أمس في “موضوع مستجدات القضية في اطار المنتظم الافريقي” بمشاركة مركز الدراسات والأبحات الاستراتيجية.
ففيما مهد المحاضر الأول د. زين العابدين الحسني للموضوع من خلال جرد تاريخي نوعي حول معاكسة الجزائر للمغرب منذ 1963، أي بعد استقلالها الذي ساهم فيه المغرب بالرجال والعتاد، وكل اشكال الدعم المتاح وقتذاك، وهو ما لم يلق الاعترفان والعرفان من قبل حكام الجزائر.
وتحدث المشارك الثاني د. ادريس هاني برؤية جيوستراتيجية عما يجب فعله من قبل المغرب، للاستفادة من أخطاء الماضي خدمة للمستقبل.
يذكر أن حزب النهضة والفضيلة استهل ورشا نضاليا جديدا فتحه في مجال النقاش الفكري بدعوة ثلة من المفكرين للخوض في قضايا وطنية راهنية وأساسية، منها القضية الوطنية الأولى.
ففي هذا السياق، تساءل د. ادريس هاني، مؤلف الإصدار الجديد “بؤس الربيع العربي” عما إذا كان المغرب قادر على حماية مبادرته السياسية في إفريقيا. أخذاً بعين الاعتبار أن المغرب لا يتحرك في مجال فارغ وأنه ليس وحده في الساحة.
ودعا د. ادريس هاني الباحثين وأصحاب القرار ومختلف الفاعلين، كل حسب موقعه الى اعادة قراءة منجزات المغرب بشكل جيد، منذ المسيرة الخضراء الى اليوم. مشيدا بكون المغرب حرك قارة بكاملها، في الإشارة الى عودة المغرب الى بيته الإفريقي، من أجل أن يتقدم في ملف الصحراء.
وأوضح ذات المحاضر إلى أن المغرب مطالب بحماية مبادرة عودته الى الاتحاد الإفريقي، سياسيا واقتصاديا وثقافيا، ليتأتى له ان يصبح دولة جيواستراتيجية في هذه المنطقة الجنوبية من العالم. أو ما يعرفه الجيوستراتيجي “ماكيندر” بالقلب الجنوبي للعالم.
وشدد د. هاني على أن المغرب حمل مشروعا تنمويا كبيرا شعاره “رابح ـ رابح” الى افريقيا التي لم يسبق لها أن تنفست هواء الأمل في الرخاء والنمو والإزدهار، بحكم أنها كانت طيلة تاريخها مرتعا للنهب والاستعباد، زاد من شدة وطأته الريع السياسي الذي حملت الجزائر لواءه لعقود مضت هي ومن كان يدور في فلكها في افريقيا. والريع السياسي لا يصنع التنمية وإنما التخلف والتخليف.
وعلى المستوى الثقافي والروحي والديني، فهذا العامل بدوره في صالح المغرب. بالنظر للراوبط الدينية التي توثق للعلاقات المغربية الافريقية منذ قرون.
وبالنظر أيضا إلى دور بلدنا في مكافحة التطرف والارهاب، فهذا عامل سيجعل العالم يراهن على المغرب لصنع الاستقرار وتوطيد الأمن في القارة السمراء.
الحسين ادريسي