بالرغم من كل الاعتداءات الهمجية التي تمارسها إسرائيل على الشعب الفلسطيني و المنافية لكل المواثيق الحقوقية التي يتشدق بها الغرب ما فتئ هذا الغرب الصهيومسيحي يبدي دعما مباشرا وغير مباشر لإسرائيل على حساب الدم الفلسطيني, ومنه ما ذهب إليه الرئيس الامريكي أوباما من التعبير عن تفهمه لإسرائيل وعن حقها المشروع في الدفاع عن نفسها ليتحول الجلاد في المفهوم الأوبامي لضحية.
غير أن الغرب يعدد مواقفه ويلونها بالرغم من كون الهدف واحد والثوابت واحدة ومنها ما ذهبت إليه فرنسا من موقف مثير للضحك نظرا لما يحمله من معالم السخرية من العرب عندما اقترحت إرسال مراقبين دوليين إلى القدس وهو ما رفضته إسرائيل وما كان كذلك متوقعا من فرنسا بل ومنتظرا, فقط أرادت فرنسا أن توحي إلى الرأي العام العربي أنها منشغلة ومنزعجة لما يجري ويدور في الأقصى لكنها في العمق هي مساندة لإسرائيل وراضية على ما تنجزه من مجازر في حق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية و أراضي ال 48 .
لقد صدق الحق في قوله ” ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى” فلا يمكن للعرب أن ينتظروا حلا للقضية الفلسطينية من الغرب, كما لا يمكن للعرب أن يتيهوا وسط القضايا التي يصطنعها الغرب لثنيهم عن القضية الأم ‘فلسطين” بل كل الحلول في يدهم إن هم انتبهوا لما يحاك ضدهم وضد شعوبهم و دينهم و مستقبلهم, من هنا تكون الدعوة الفرنسية ومقترحها من باب النفاق الذي يعلمه القاصي والداني…
محمد الحافيظ / أصداء المغرب العربي