بيان مجلس شبيبة العدل والإحسان يدعو إلى تأسيس جبهة وطنية للدفاع عن المدرسة والجامعة المغربية

انعقد المجلس القطري لشبيبة العدل والإحسان، يومي السبت والأحد 03/04 محرم 1437 الموافق لـ 17/18 أكتوبر2015 بمدينة سلا، تحت شعار “شباب فاعل في واقع متغير … قيم راسخة ومشاركة مؤثرة”، حضره ممثلون عن مختلف اللجن الوظيفية ومنتدبو الفروع والأقاليم.
تأتي هذه الدورة من المجلس في لحظة حاسمة من تاريخ أمتنا ووطنا الحبيب، يكاد يجمع المتتبعون على أنها مفصلية تضعنا أمام مسؤوليات جسيمة، تستدعي يقظة ووضوحا وحزما في الاصطفاف وتحديد المواقف بكل وضوح ومسؤولية.
لقد تابع أعضاء المجلس القطري الاستهداف المتعمد لقيم الشباب المغربي، بافتعال المشاكل وإثارة أوهام النقاشات، التي تروم إشاعة حالة الشك في أفهام الناس عبر أشواط من التمييع، بعيدا عن القضايا التي تخوض في العمق بدل القشور.
كما ناقش المجتمعون، بكل مسؤولية، ما عاشته بلادنا في الانتخابات الأخيرة من عبث وغياب جدوى في ظل مقاطعة جلية للمسرحية المهزلة. وانتهى النقاش إلى ما انتهى إليه رأي كل العقلاء الأحرار في هذا الوطن من أنها محطة أخرى من محطات إفلاس الاستبداد، وملهاة جديدة تروم إطالة عمر العبث والخديعة.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل امتدت الأيادي لتمعن في تخريب شباب البلاد من خلال سياسات عاجزة في قطاعات حيوية مصيرية لمستقبل هذا الشعب، حيث لم نعد نسمع من المسؤولين إلا التباكي على إصلاحات فاشلة لتعليم يحتضر، وصحة معاقة، وشغل مفقود، أما عن حق الترفيه والتأطير فقد أصبح منسيا ومؤجلا في ظل الإهمال الذي تعيشه دور الثقافة والشباب. مشاكل تقنية جمة يعاني منها تلاميذ الثانويات هي تجليات لسياسة تعليمية مهترئة تجعل كل دخول مدرسي أسوء من سابقيه. واحتجاجات لا تنتهي دفاعا عن مصادرة الحقوق وظروف التكوين لطلبة الجامعات والمدارس العليا التي تستقطب نخبة الشباب، ولعل انتشارها هنا وهناك لدليل على أن الأزمة فاقت حدود التحمل. ومعطلون لم يعد صوتهم واحتجاجهم يحرك اهتمام المعنيين الذين اختاروا مسلك الاستقالة من المسؤولية، وتعليق فشل سياساتهم ومخططاتهم على صغار الموظفين أو السعي لخوصصة قطاعات اجتماعية في بلد ما يزال ثلث سكانه أميون وعدد فقرائه يعدون بالملايين.
إننا دعونا، في شبيبة العدل والإحسان، ولا نمل من الدعوة، إلى نقاش عمومي حقيقي، لاعتقادنا أن النهوض بقضايا الشباب خصوصا لن يكون إلا بالتعاون بين الشرفاء، بعد أن تستقر القناعة بأن المسؤول عن الإفساد لا يمكن أن ينجز الإصلاح.
إننا في المجلس القطري لشبيبة العدل والإحسان:
1 – نحيي عاليا انتفاضة القدس المجيدة، ونشد على أيادي الشباب المقاومين الذين يصنعون بطولاتهم بإمكانياتهم المحدودة ضد محتل ظالم، أمام تواطؤ مخز ورهيب للحكام العرب.
2 – نحذر من عواقب فشل السياسات العمومية في مختلف القطاعات التي تهم الشباب، وما يترتب على ذلك من أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية وهدر يضيع على بلادنا مخزونها الاستراتيجي للتغيير والبناء.
3 – نشجب حصار المخيمات الصيفية، ومنع شباب هذا الوطن من الاستفادة من الفضاءات العمومية.
4 – نعلن تضامننا مع كل الشباب المناضلين المدافعين عن حقوقهم المشروعة في الجامعات والمدارس العليا. ومع جميع المناضلين الأحرار الرافضين للمس بحقوقهم المدنية والسياسية.
5 – نحيي عاليا صمود أخينا عمر محب المعتقل وراء قضبان الظلم والاستبداد، في ملف مطبوخ شاهد على استمرار الاعتقال السياسي في بلادنا، ودليل على استمرار دار المخزن على حالها.
6 – ندعو كل الشرفاء والغيورين على مستقبل بلادنا إلى تأسيس جبهة وطنية لإنقاذ المدرسة والجامعة المغربية. أمام التردي الذي تعيشانه والتقاعس الرسمي في اتخاذ تدابير حقيقية للحسم مع سنوات الإخفاق والارتجال.