كاد الذئب ينجو.. الفتحاني أسقطه آخر درهم في الاعتقال

تشكل الطريقة التي هرّب بها مدير شركة”ا أند أورن كوسمتيك” المدعو زكرياء الفتحاني، مبالغ مالية كبيرة إلى الخارج ثغرة في نظام المراقبة المغربية بشكل عام.

E9E4C623-8344-4C0D-AD7D-1B8841AA3437E9E4C623-8344-4C0D-AD7D-1B8841AA3437
ورغم أنه جرى اعتقال هذا المهرب لأموال موزعي الشركة الأسبوع الماضي، فإن ما حصل له، مجرد عثرة أوقعته في الشباك الأمنية، لأن الرجل هرب حوالي 99% من الأموال المودعة في حساب الشركة دون مشاكل ولا هو لفت انتباه أحد، ولم يبق له في الحساب إلا 60 مليون سنتيم فقط، من أصل 17 مليار.
هرّب حوالي 17 مليار، في غفلة من كل الأجهزة الأمنية والقانونية والبنكية المعنية، وذلك لسبب غاية في الدقة والخطورة. ذلك أن “زكرياء الفتحاني” كان يشتري عملة “البيتكوين” الرقمية والافتراضية التي لا تترك أثرا لا للتحويل أو الصرف أو أي نوع من أنواع المعاملات المعتادة، مما أسدل عليه غطاءً ساترا. تماماً كما يفعل المهربون الكبار وأباطرة ترويج المخدرات ومحترفو غسيل الأموال.
وجرى تحويل هذه المبالغ المالية الكبيرة من قبل الفتحاني، بمساعدة أعوان له وشركات وهمية خارج المغرب وداخله، وهو ما سيجعل من جلسات محاكمته من جديد، لحظات حبلى بالكشف عن معطيات وجزئيات في غاية الدقة، سيتابعها آلاف المنخرطين في هذه الشركة التي حادت عن جادة صوابها في آخر مرحلة لها. ليس لقلة مثل هذه الجرائم المالية في المغرب، وإنما لكون المهربين الكبار، لا أحد يلمس لأفعالهم أثراً، وإنما لكون ضحية فعله، هذه المرة واحد من أبناء الشعب البسطاء، ليست له مظلة تحميه.
ربما كما قالت أرملة (ز. ط)، لـ”أصداء المغرب العربي” بأن الذي أسقطه هو درهم لامرأة مستضعفة مثلي، أو درهم لشاب يتيم.

يذكر أن آخر خطاب مصور (فيديو) تحدث فيه الفتحاني الى زبنائه وشركائه الموزعين وهم بالآلاف، كان يوم 22 نونير 2021، أي قبل اعتقاله بحوالي 10 أشهر.
وكان يتحدث في ذات التسجيل التواصلي، ويوزع الوعود ويطمئن القوم، بأنه حاضر معهم دوما رغم فترات عصيبة مرت به في إشارة حسب قوله الى مدة السجن التي قضاها منذ اعتقاله في 2017، على خلفية قانونية نشاط الشركة، وقد خرج من تلك المحنة، ومرت خمس سنوات من توقف الشركة عن انتاج مواد التجميل، رغم كل هذه النوائب قال إنه سيظل حاضراً مع شركائه، ووعدهم برد أموالهم لهم، ربما في نفس الوقت الذي كان يحولها إلى الخارج.
لكن، لكي يُرقِّد القوم في الأماني والأحلام ريثما ينهي مهمة التهريب بسلام، أكد انه “قريبا جدا ستعود عملية رد الأموال بوتيرة أسبوعية” وأضاف في معرض حديثه في الفيديو المشار إليه بأن “شركة جديدة ستولد ولن تكون ولادتها أي تأسيسها على ظهوركم” كما يروج البعض يوضح.
وكان الفتحاني يتقن اللعبة عندما كان يحمس القوم
“نطلعو رجال وهذا وعد” منه مشيرا إلى أن منتجات التي ستروجها الشركة الجديدة باتت جاهزة، وأن الانظلاقة ستكون في أبعد تقدير في دجنبر 2022.
مجرد وعود وتطمينات كانت تضمر برنامجه الخفي، لأنه انكشف وافتضح أمره في بداية غشت 2022، أي قبل التاريخ الموعود. ومن سخرية الأمر أنه ختم حديثه لجميع المعنيين بأنه
“لا خيار لنا إلا أن نواصل عملنا، وأننا سنلتقي في القمة” حسب شعاره المفضل. قمة الغدر.