مسؤول يهدم منجزات المدرسة الوطنية للصحة ويعمق أزمة هجرة الأطباء والممرضين.

أقدم مسؤول بوزارة الصحة المغربية على قرار انفرادي غير مدروس ألغى به حقا قانونيا لفائدة خريجي المدرسة الوطنية للصحة، كان يجري العمل به منذ عقود.

يتعلق الأمر، بإلغاء منحة التخصص لفائدة خريجي المدرسة الوطنية للصحة العمومية ENSP التي تعتبر من المدارس العليا المغربية العريقة التابعة لوزارة الصحة، وهي في الوقت نفسه مدرسة عليا ذات صيت على الصعيد الافريقي والدولي في مجال التكوين والبحث والخبرة وتقديم الخدمات في مجال الصحة العمومية والتدبير الصحي.
تمنح هذه المدرسة العليا لخريجيها بعد انتهاء مدة التكوين والدراسة دبلوم التخصص في الصحة العمومية والتدبير الصحي، وهو دبلوم معترف به، خارج المغرب أيضاً، بالنظر الى الطلاب الذين يقصدونها من خارج المغرب من عدة دول افريقية. حيث يتكون الطلاب في تخصص علم الأوبئة، وقد رأى المغاربة وغيرهم شجاعة أصحاب هذا الاختصاص ودورهم الطلائعي في البرنامج الوطني لمكافحة كوفيد 19 (كورونا). يتم التكوين كذلك، في اختصاصات صحة الاسرة، والصحة الجماعية، ويتخرج من المدرسة الوطنية للصحة العمومية ENSP السالف ذكرها اختصاصيون في تدبير البرامج الصحية واختصاصيون في إدارات المستشفيات.

لتشجيع أصحاب هذه الاختصاصات، تقدم لهم الوزارة منحة بسيطة، تسمى منحة الاختصاص، قيمتها حوالي 4000 درهم، تُصرف لهيئة الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان، كما يمكنهم ان يتبوأوا مراكز المسؤولية في الخدمات الصحية إقليميا وجهويا ومركزيا، وجرى أن استفاد من منحة التخصص الآلاف الخريجين، منذ انشاء المدرسة الوطنية للصحة العمومية ENSP، الى أن قرر مسؤول ما، قطع هذه القطرة.
مسؤولية هذا القرار الموصوف بـ”الانفرادي والمتهور” والذي قيل عنه أيضا إنه يخدم أجندة خارجية” سواء تم ذلك بعلم الفاعل أو من دون علمه.
وبحسب مصادر مطلعة فان خازن وزارة الصحة “trésorier” رمي بالكرة في شباك المسؤول عن الموارد البشرية لذات الوزارة بحجة انه ينتظر الاجابة عن الملاحظات.  علما أن عدد الصيادلة والاطباء المهضومة حقوقهم  من آخر فوج متخرج من المدرسة الوطنية للصحة العمومية ENSP، لا يتجاوز 20 اختصاصي فقط.
لما تناهى الى علم الخريجين الأجانب حذف منحة التخصص، استغرب أحدهم، وهو عامل في منظمة دولية، وعلق بان دبلوم  ENSP من التخصصات التي تعترف بها الدول المتقدمة والمنظمات الدولية.  لهذا، يأمل المعنيون المحرومون من منحتهم أن يتدارك وزير الصحة هذا الخطأ، ويعيد للمدرسة الوطنية للصحة العمومية ENSP هيبتها.