نظمت سفارة جمهورية أذربيجان بالمملكة المغربية، ندوة حول موضوع الساعة “أذربيجان في مواجهة العدوان الأرميني: 28 سنة من المعاناة الإنسانية”،وذلك يوم نونبر الجاري 11 بمقر منظمة الاسيسكو بالرباط.
وقد شهدت الندوة إلقاء كلمة ترحيبية تلاها مسير الندوة ذ. محمد فقيري، ثم تناول معالي سفير جمهورية أذربيجان السيد “اوكتاي قربانوف” الكلمة لتقديم مداخلة متكاملة تحيط بالموضوع حملت عنوان “المستجدات الميدانية والديبلوماسية للازمة” استعرض فيها حقائق الميدان بداية من “كما تعلمون،في 27 سبتمبر،قامت القوات المسلحة الأرمينية ، التي انتهكت بشكل صارخ نظام وقف إطلاق النار، بشن عدوان آخر ضد أذربيجان..”وتابع” اتخذت القوات المسلحة لجمهورية أذربيجان تدابير هجومية مضادة من اجل صد العدوان العسكري من قبل أرمينيا وضمان امن المدنيين وسلامة المناطق السكنية المكتظة على الأراضي الأذربيجانية المعترف بها دوليا”.
وأشار السيد السفير في معرض مداخلته إلى انه “منذ اندلاع الأعمال العدائية ورغم إعلان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية رسميا في ثلاث مناسبات، وتحديدا في 10 أكتوبر و18 أكتوبر وفي 26 أكتوبر، واصلت أرمينيا استهدافها المتعمد للمناطق المكتظة بالسكان أذربيجان” وقد أسهب معالي سفير الجمهورية في تعداد أرقام وحالات العدوان على المدنيين والبنيات التحتية مبينا حجم الخسائر في أرواح المدنيين” من الواضح أن أرمينيا تستغل هذا الوضع، إرهابي تستهدف عمدا المناطق السكنية الممتدة على طول خط التماس بهدف نشر الذعر في المجتمع الأذربيجاني، ونتيجة للقصف العشوائي الذي يستهدف مدن وقرى أذربيجان،بما في ذلك تلك الواقعة بعيدا عن منطقة النزاع، قتل أكثر من 60 مدنيا وأصيب أكثر من 300بجروح خطيرة. هذه الأرقام أعلى بكثير من الخسائر المدنية والأضرار التي يدعيها الجانب الأرميني، ومع ذلك،تشن أرمينيا حملة تشهير واسعة النطاق ضد أذربيجان من خلال نشر صور مزيفة ونشر اتهامات كاذبة تهدف إلى تضليل المجتمع الدولي والهروب من المسؤولية عن جرائم الحرب الشنيعة ضد الإنسانية”، كاشفا عن جريمة مروعة بحق الأطفال” ومن المهم جدا أن نشير إلى مقتل 11 طفلا وإصابة أكثر من 30 بجروح خطيرة نتيجة لهجمات أرمينيا في انتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الأولى لعام 1949والبروتوكول الإضافي الأول الملحق بها لعام 1977، علاوة على ذلك،تم تدمير وإلحاق أضرار جسيمة بأكثر من 50 مدرسة وروضة أطفال، ما اثر على حق مئات الأطفال في التعليم”.
ثم واصل السيد “اوكتاي قربانوف” كشف الحقائق الدامغة عن الجرائم المروعة التي اقترفتها القوات الأرمينية المعتدية ” أدى قصف غنجة، ثاني اكبر مدينة في أذربيجان والواقعة خارج منطقة الصراع بصواريخ باليستية من طراز من أراضي أرمينيا في 11 أكتوبر و17 اكتوبر2020، الى عواقب مأساوية بشكل خاص، بمافي ذلك الأطفال، وأسفرت الهجمات الليلية بصواريخ من هذا القبيل ذات القدرة التدميرية والدقة العالية على حي مأهول بالمدنيين في غنجة عن مقتل 6 أطفال وإصابة 5 أخربن بجروح خطيرة، 3 أطفال فقدوا والديهم وأصبحوا يتامى.وكان الهدف من جدا من هذا الهجوم المخطط له و الممنهج من قبل أرمينيا في عطلا نهاية الأسبوع هو إلحاق الضرر بأكبر عدد ممكن من المدنيين، وهذا يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وعمل من أعمال إرهاب الدولة.”
وربطا للحاضر بالماضي الإجرامي للمحتل الأرميني قال السيد السفير في سياق مداخلته دائما” ان الحالات المذكورة أعلاه ليست حالات متفرقة، ولكنها تمثل مظهرا آخر لسياسة أرمينيا المنهجية لحرمان الأطفال الأذربيجانيين من حقوقهم الإنسانية الأساسية، وأهمها الحق في الحياة والتعليم.قتل 63طفلا نتيجة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها أرمينيا في بلدة خوجالي في 26 فبراير1992،بالإضافة إلى ذلك،أصبح 26 طفلا أيتاما، بينما فقد 130 آخرين احد والديهم. نتيجة الحرب التي شنتها أرمينيا في أوائل التسعينيات ضد اذربيجان، طرد عشرات الآلاف من الأطفال الأذربيجانيين من منازلهم بسبب سياسة التطهير العرقي، ويواجهون تحديات خطيرة في الحصول على التعليم.حيث حرم المزيد من الأشخاص الآخرين الذين يقيمون بالقرب من خط التماس من حقهم في التعليم في بيئة آمنة ومأمونة ،دمرت القوات المسلحة الأرمينية 1145منشاة تعليمية و855 روضة أطفال و927 مكتبة على الأراضي المحتلة لأذربيجان”.وتابع معالي سفير الجمهورية القول” لا يقتصر انتهاك أرمينيا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الطفل على الأطفال الأذربيجانيين،حيث تشهد المعلومات الواردة من مصادر مختلفة ، بما في ذلك مصادر إعلامية مستقلة، تقوم أرمينيا بتجنيد الأطفال في أراضيها وفي الأراضي المحتلة باذربيجان، وذلك بأخذ دور مباشر في الأعمال العدائية المسلحة،ان هذا الانتهاك الصارخ للمادة 38 من اتفاقية حقوق الطفل يجب معالجته بأسرع طريقة،…”، إضافة إلى استخدام أرمينيا للمرافق التعليمية لأغراض عسكرية”، أمام هذه الانتهاكات جدد السفير مطالب بلادة بإبداء موقف حازم من الانتهاكات التي ترتكبها أرمينيا للمبادئ والقانون الدولي.
تجدر الإشارة إلى أن الندوة عرفت إلقاء مداخلات لأكاديميين مغاربة مختصين بالشأن الأذربيجاني، وذلك انطلاقا من مداخلة الأستاذ احمد نور الدين الباحث في القضايا الدولية التي عنونها ب” مقدمات تاريخية وحيوسياسية لفهم الصراع على إقليم كاراباخ”، تلاها مداخلة للأستاذ الباحث فيصل الداودي عن جامعة ابن طفيل القنيطرة حول موضوع “قصة التعددية الثقافية الأذربيجانية”، ثم اخذ الكلمة الأستاذ الباحث العربي حنان من جامعة محمد الخامس الرباط متطرقا لما ” مابعد الصراع في ناكورني كاراباخ من اجل سلام دائم”.
وعرفت الندوة نقاشا ثريا أغنته أسئلة مجلة “أصداء المغرب العربي” بطرح السؤال حول الوضع المستقبلي للمدن والقرى المسترجعة في إطار اتفاقية وقف إطلاق النار التي اشرف عليها الراعي الروسي، هل سيكون هناك شكل من أشكال الحكم الذاتي على الأراضي الأذربيجانية المنتزعة من المحتل؟، وكان جواب السفير الروسي على السؤال ” لم يتم طرح هذه النقطة على طاولة المفاوضات”، كما أجاب سيادة السفير على سؤال آخر للمجلة دائما، حول مدى حرص الراعي الروسي على ضمان عدم تنصل الطرف الأرميني من التقيد ببنود الاتفاق، فأجاب إلى انه اتفاق نهائي وإلزامي وتحت إشراف الجار الروسي الكبير.