عبد النبي الشراط
أن تقرأ.. فأنت موجود، لكن أن تقرأ وتكتب فأنت حي لن تموت، لأنه بعد رحيلك سيبقى اسمك موجودا بين الناس، خالدا بين العباد مهما تعاقبت الأجيال.
الأستاذ لحسن وزين، مؤلف هذا الكتاب النقدي الهام، كان يكتب حسب ما علمت منه، لكنه “تورط” في النشر أيضا.. وهو تورط جميل على كل حال.
تسع وعشرون رواية قد يكون من السهل قراءتها قراءة عادية، لكن من الصعب أن تقرأها قراءة غير عادية ثم تكتب عنها، خاصة أن تلك الروايات لا يجمع بين كتابها إلا “حرفة الأدب” لأن الروايات المكتوب عنها تختلف عن بعضها البعض في التعبير والتفكير وحتى سبب الكتابة، لكن الكاتب “وزين” إستطاع أن يجمعها أو يوحد بينها في كتاب واحد رغم بعد المسافة بين كتابها وكاتباتها المنتشرون/ات في أقطار متعددة من الوطن العربي بين المشرق والمغرب، ولم يكتف “وزين” بالكتابة فقط، بل وثق تاريخ صدور هذه الروايات، وذكر مصادرها ودور النشر التي طبعت ونشرت بها، وهو عمل شاق ومقدر بكل المقاييس، كما أن هذا العمل يؤكد لنا أن مقولة “أزمة القراء” غير موجودة، بل على العكس، هناك قراء يمارسون شغف القراءة، كلما توفرت لهم شروطها، وفي مقدمتها الكتابات الجيدة والمفيدة، لأن القارئ يبحث دوما عن الجديد المفيد والممتع، والساحر الجميل الأخاذ. وهذا الكتاب الذي بين أيدينا الآن، يعتبر في طليعة الكتب النقدية والأدبية، التي لا غنى عنها لكل أديب ومثقف وقارئ حتى..
يقع الكتاب في 388 صفحة من القطع الكبير (17/24) وقد حاولنا في دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر، أن يكون هذا الكتاب المرجعي جذابا من الناحية الفنية والتقنية، وقد رافقنا الكاتب مشكورا في عمليات التصحيح والمراجعة، حتى أصبح هذا الكتاب جاهزا للطبع، وفي طريقه للقارئ الكريم والقارئة الكريمة.