أعلن حزب الأصالة والمعاصرة في مؤتمره الخامس الذي لم يحضره في سابقة هي الأولى من نوعها الأمناء العامون السابقون للحزب والعديد من مؤسسيه، عن انطلاقته الجديدة مع نمط القيادة الجماعية، التي يراها فرصة لاستحضار كل الرهانات وآفاق العمل مستقبلا، وما ستحدثه إيجابيا على مسار الحزب ومساهمته في تخليق الحياة السياسية..، وفق تصور غير مفهوم لدى المتتبعين وعموم الرأي العام..
إن محاولة فهم أن القيادة الثلاثية للأمانة العامة هو مشروع الحزب الجديد الذي لا يفكر فقط في الإنتخابات بل ليلبي انتظارات المواطنين المغاربة، هو سياق مبهم غير واضح المرامي، إذ قد يفهم هذا التوجه الجديد الذي اعتمده الحزب قد تأسس لدقة مرحلة، ومصير ومستقبل فرض هذا العمل المشترك، ولتقييم ودخول تجربة تدبيرية لمساره..
بالنظر لتجارب سابقة، فقد سبق أن تتبع المغاربة على سبيل المثال ما كان يجهر به حزب الحركة الشعبية لسنوات طويلة عن قيادته الثنائية بين امحند العنصر كأمين عام والمرحوم المحجوب أحرضان المؤسس المرجع, أو الأب الروحي للحزب إن صح التعبير، الذي يتم اللجوء إليه من أجل قرارات وإجراءات..، لكن، وبخلاف حزب السنبلة أو استحضار أنماط تجارب أخرى ذات القيادة الثنائية، اختار حزب البام قيادة ثلاثية للأمانة العامة لأول مرة، ما يفيد أن هناك خصوصية معينة، أو تكتيك معين لتدبير أزمة، ومرحلة مفصلية في تاريخه، وبداية لمنعطف جديد شكله ومضمونه سيتضح مع مرور الأيام..؟
نهج قيادة جماعية بين فاطمة الزهراء المنصوري، وصلاح الدين أوالغالي، ومحمد المهدي بنسعيد هو استثناء فريد من نوعه في تاريخ حزب التراكتور، وتوجه مستحدث اعتبره خبراء دليل على أن الحزب يعيش أزمة جراء تورط قياديين في الإتجار الدولي للمخدرات، وخيار سياسي مؤقت من أجل تجديد هياكله العليا والعمل على تخليق العمل الحزبي، وتسطير الخطوط فيما يخص المنتسبين للحزب والراغبين في الترشيح باسمه مستقبلا، وستسعى هذه القيادة وفق تصور المؤتمر باستحضار جميع التوصيات للخروج بقرارات لصالح التنظيم.
إذن، هل حزب الأصالة والمعاصرة الذي تبوأ المرتبة الثانية في الإنتخابات الأخيرة والمشارك في الحكومة، في مفترق طرق في التعاطي مع تبعات تورط قياداته في الإتجار الدولي للمخدرات..؟.