قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، تاج الدين الحسيني، إن الجزائر تسعى إلى مأسسة مواجهتها مع المغرب من خلال توظيف الاتحاد الإفريقي لشن حرب شرسة على مغربية الصحراء.
قال الحسيني، في تصريح ، معلقا على تصريحات الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال،، أمام الدورة 25 للاتحاد الإفريقي بجوهانسبورغ، إن “الجزائر تحاول اليوم مأسسة مواجهتها مع المغرب من خلال توظيف الاتحاد الإفريقي، والاعتماد على دول بعينها لشن حرب شرسة على مغربية الصحراء”، في الوقت الذي لم يعد الكيان الوهمي يتوفر على النصاب القانوني لنيله الاعتراف على المستوى الدولي. وأكد أن النظام الجزائري مصر على صرف الانتباه عن إخفاقاته الداخلية بلفت الأنظار إلى قضية الصحراء المغربية. وقال الحسيني إن “الجزائر، وفي محاولة أخرى للفت الأنظار بعيدا عن الأزمات الداخلية الكثيرة التي تعانيها، مازالت تجتر الأسطوانة المتجاوزة نفسها التي عفا عنها الزمن، في الوقت الذي يتجه العالم بأسره نحو التكتل وتحقيق الاندماجات الإقليمية الكبرى”. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن المسؤولين الجزائريين اعتادوا على تغطية إخفاقاتهم وخياراتهم الاقتصادية الفاشلة وتراجع الحريات العامة ودكتاتورية السلطة، التي تعيش البلاد تحت وطأتها بإثارة قضية الصحراء المغربية، مؤكدا أن الاقتصاد الجزائري لم يتمكن بعد من تجاوز مرحلة الريع التي مازالت تسوده. وتأسف الأستاذ الجامعي، مسجلا أن “النظام الجزائري مازال يؤمن بأن قوته تكمن في ضعف محيطه”، مشيرا إلى أن “البلد الجار يرى في المغرب أكبر منافس له”، في ضوء الطفرة النوعية، التي يشهدها اقتصاد المملكة ومؤشرات التنمية التي لا تدع مجالا للمقارنة. وحري بالجزائر، يضيف الحسيني، الانكباب على إيجاد حل للأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد، في ظل الحرب الداخلية الدائرة حول خلافة الرئيس بوتفليقة، مشيرا إلى أن الانخفاض الحاصل في أسعار الغاز والبترول في السوق العالمية هو مشكل آخر ينضاف إلى سلسلة المشاكل التي تعانيها البلاد، علما أن الجارة الشرقية مازالت معتمدة في صادراتها نحو الخارج على هاتين المادتين بما نسبته 97 في المائة. وخلص الحسيني إلى أن الدبلوماسية المغربية ملزمة بشن حملة قوية لطرد كيان “البوليساريو” الشبح من حظيرة دول الاتحاد الإفريقي، لاسيما من خلال التوجه إلى الدول الإفريقية الأنكلوساكسونية المتعاطفة أو الداعمة لهذا الكيان. دبلوماسي أمريكي يأسف لمواصلة الجزائر الانخراط في عمليات تضليلية واشنطن (و م ع) – أكد روبرت هولي، الدبلوماسي الأمريكي السابق، المتخصص في المنطقة المغاربية أن النظام الجزائري يواصل ألاعيبه ومحاولاته التضليلية لإحباط جهود الأمم المتحدة الرامية إلى تسوية سياسية مستدامة وواقعية ومقبولة من الأطراف، لقضية الصحراء. وأبرز هولي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تعليقا على خطاب الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال، أول أمس الأحد، بجوهانسبورغ أمام الدورة 25 للاتحاد الإفريقي، أنه “إذا كانت الجزائر مهتمة حقا بتسوية قضية الصحراء بشكل عادل، فإنها ستلتزم تماما بالدعوات المتكررة لمجلس الأمن منذ عقد من الزمن، إلى التوصل إلى حل سياسي متوافق بشأنه”. وعوض هذا الأمر، يقول هولي، “يواصل النظام الجزائري الانخراط في ألاعيبه ومحاولاته التضليلية، في وقت يتعين عليه أن يعي تمام الوعي أن هذا الموقف لن يساهم إلا في مواصلة إرباك الوضع، وتأخير التوصل إلى تسوية تلبي مصالح بلدان المنطقة والسكان الصحراويين”. خبير أمريكي: من الأفضل للجزائر الانخراط بحسن نية في المسلسل الأممي الرامي إلى حل واقعي في السياق نفسه، أكد الخبير الأمريكي في القضايا التشريعية، جوردان بول، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن للجزائر كل المصلحة في الانخراط بحسن نية في مسلسل الأمم المتحدة الرامي إلى تسوية سياسية مستدامة وواقعية ومقبولة من جميع الأطراف لقضية الصحراء. وفي تعليقه على المحاولات اليائسة للنظام الجزائري إقحام الاتحاد الإفريقي في قضية الصحراء، وخطاب الوزير الأول الجزائري بجوهانسبورغ، أمام الدورة 25 للاتحاد الإفريقي، أبرز جوردان أن “الأمم المتحدة دعت/ غير ما مرة، الأطراف إلى التفاوض من أجل التوصل إلى حل واقعي لهذه القضية”، مشيرا إلى أن المغرب “أكد جاهزيته واستعداده للتفاوض بشأن حل يقوم على أساس مخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية”. وذكر الخبير الأمريكي بخلاصات المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة، بيتر فان فالسوم، التي أكد خلالها أن “السبب الرئيسي الذي يجعلني أعتقد أن وضع الجمود لا يطاق، هو أنه مقبول بسهولة، ليس فقط من قبل أطراف غير معنية ببلدان بعيدة، بل من أطراف تدعم (البوليساريو) دون شروط، رغم كونها لم تعش في المخيمات لكنها مقتنعة أن من يعيشون هناك ربما يفضلون البقاء هناك بصورة دائمة، بدل الاتجاه نحو حل متفاوض بشأنه، يكون أقل من الاستقلال الكامل”. وخلص بول جوردان إلى أن “جميع البلدان المعنية مدعوة إلى العمل من أجل تفعيل وتحقيق هذا الهدف”. النظام الجزائري يصر على التضليل في عز أزمته الوجودية واشنطن: فؤاد عارف – كشف تصريح الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال، أول أمس الأحد بجوهانسبورغ أمام الدورة الخامسة والعشرين للقمة العادية لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، بخصوص مغربية الصحراء، عن حجم التضليل الفاضح الذي يقوم به النظام الجزائري، الذي يوجد في دوامة أزمة وجودية، لكنه يصر على مواصلة السير في غيه الأخلاقي والمعنوي. وأمام إخفاق الجزائر في اختياراتها الجيو – استراتيجية، سواء في محيطها الإقليمي أو بالساحة الإفريقية، حيث يعمل المغرب في إطار رؤية ملكية لبناء قارة توحد طاقاتها وكفاءاتها من أجل الصالح المشترك، لم يعد أمام السلطات الجزائرية من سبيل لـ”إخفاء انعدام الآفاق، وغياب الحكومة والتوقعات الحرجة”، إلا اللجوء، أمام لا مبالاة الجميع، إلى ترويج الأضاليل والدجل بخصوص قضية الصحراء أمام محفل الاتحاد الإفريقي، الذي ينعقد لمرة أخرى في حالة نشازه المزمنة. وأبرز بيتر فام، مدير (أفريكا سانتر) التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، أن الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال، حينما اعتبر أن قضية الصحراء هي “تصفية استعمار”، “كان لا يعرف أنه يقول الحقيقة فعلا، إذ أن قضية الصحراء تعود بالفعل إلى فظاعات استعمار من زمن مضى، خاصة عندما احتلت إسبانيا هذا الجزء من المملكة، الذي كان تاريخيا خاضعا لسلطة السلاطين المغاربة”. وذكر الخبير الأمريكي، في هذا السياق، بأن “مقاومة قوات الاحتلال الإسباني قادها الشيخ ماء العينين، الذي كانت تجمعه علاقات البيعة مع السلطان مولاي عبد العزيز، العم الأكبر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”، مؤكدا أنه “في الواقع من الأفضل تسوية القضايا المرتبطة بتصفية الاستعمار عبر الاعتراف بالتاريخ، في أبعاده الحقيقية والأصيلة، وكذا الواقع السياسي بالميدان، وهي من بين العوامل التي تغني مخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، والذي يتمتع بدعم غير مشروط على الصعيد الدولي، بما في ذلك دعم الولايات المتحدة الأمريكية”. على صعيد آخر، لاحظ بيتر فام أن “الاتحاد الإفريقي عاجز عن القيام بمهامه الأساسية، فالأحرى به ألا يتطفل ولا يهتم بقضية لا تدخل بتاتا في إطار اختصاصاته”، مذكرا بأن الغالبية العظمى من البلدان الإفريقية لا تعترف بما يسمى بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الوهمية. وأوضح بيتر فام أنه يعجز عن تفسير “لماذا يسعى الاتحاد الإفريقي لأن يصبح طرفا فاعلا في قضية لا تدخل ضمن اختصاصاته، وهو الذي لا يتوفر بتاتا على أية اختصاصات قانونية أو حتى خبرة في المجال”. تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الإفريقي أبان على الدوام عن عجزه التام وعدم كفاءته في حل النزاعات التي شهدتها القارة. ولاحظ مراقبون بواشنطن أن الاتحاد الإفريقي، الذي تسعى الجزائر بكل السبل إلى إقحامه في القضية، لا يمكنه أن يقدم أية إضافة على طاولة المفاوضات بخصوص قضية الصحراء في إطار المسلسل السائر قدما نحو تسوية واقعية للنزاع، مشيرين إلى أن واشنطن والعواصم الكبرى وصفت غير ما مرة مقترح الحكم الذاتي بـ”الواقعي وذي المصداقية والجدي”. ويظهر إلقاء سلال لخطابه البئيس أمام الدورة الخامسة والعشرين للاتحاد الإفريقي عن مدى يأس النظام الجزائري، الذي يحاول بالتالي أن يتناسى أن جل الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي لا تدفع مساهماتها، وهي الوضعية التي تأزمت منذ وفاة معمر القذافي، الذي اعتاد سابقا على دفع ديونها، وتسلمت الجزائر المشعل منه لمواصلة طريق الاحتيال والتلاعب، رغم الوضعية الصعبة التي يواجهها اقتصادها. بهذا الصدد، ذهب الأستاذ الجامعي الفرنسي والمتخصص في شؤون المنطقة المغاربية، بيير فيرميران، إلى أنه يمكن وصف الوضع الاقتصادي في الجزائر بـ”الانتحاري”، حيث أكد بدون لبس أن “العد العكسي انطلق من جديد”، بل أسوأ من ذلك، “ليست هناك حكومة، والكل يخضع للتجاذبات: من سيحكم الجزائر غدا؟”. وبدل أن تشرع في ترتيب شؤونها الداخلية، تحاول السلطة الجزائرية أن تحول الأنظار عبر الهجوم على المغرب، وهي حيلة قديمة ينهجها نظام جزائري في طور الاحتضار..