قال عبد الرحيم العلام، الباحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، معلقا على نتائج انتخابات مجالس الجهات، إن “نتيجة اليوم عادية وطبيعية بسبب ترييف السياسة في المغرب و بدونتها، وهي عودة من النافذة لمن طردهم الشعب من الباب”.
وسجل عبد الرحيم العلام في تصريح لـلـصحافة أن عمليات ترييف السياسة تتمثل في أن عدد السكان في المجال القروي لا يشكل إلا أقل من 40 في المائة من عدد سكان المغرب، لكنه يساهم بأكثر من 70 في المائة من عدد الناخبين الكبار الذي يصوتون لتشكيل الجهات وغرفة المستشارين”.
وتابع العلام، “هكذا يتساوى منتخب فاز بمكتبه في دوار صغير بـ 100 صوت مع منتخب فاز بـ 1000 صوت في المدينة، وبهذا تكون الأصوات متساوية أثناء تشكيل مجلس الجهة أو خلال التصويت على المستشارين بالبرلمان”.
وأضاف المحلل السياسي، “هكذا يمكن لحزب أن يفوز بالمرتبة الأولى على الصعيد الوطني من حيث عدد الأصوات لكنه يأتي في الرتبة الثالثة من حيث عدد المقاعد، وربما الرتبة العاشرة في مجلس المستشارين”.
وشدد على أن عملية “ترييف” الانتخابات (تكثير عدد المنتخبين القادمين من المجال القروي) تحد من إمكانية تحقيق أية مفاجآت، وهذا ما يسمى في لغة السياسة بـ “لعبة التحكم”، ومعناه أن تغلق اللعبة السياسية في وجه الفاعلين السياسيين، ويلزمون بالخضوع لمنطق السلطة كي يستمروا في العمل السياسي”.
واعطى الباحث مثالا توضيحيا قال فيه “يحدث مثلا أن حزبا فاز بأغلبية مطلقة في مجلس النواب وشكل الحكومة بمفرده، إلا أنه لا يحضى بأية قوة داخل غرفة مجلس المستشارين التي من شأنها ضبط التوازن الذي يقتضيه المنطق السلطوي”.
وأوضح العلام “صحيح أن العديد من المواطنين استبشروا خيرا عندما تم الإعلان عن نتائج الانتخابات، ومنهم حتى من ندم لأنه لم يذهب للتصويت، بعد أن تبين له أن الصوت يمكن أن يزحزح سماسرة الانتخابات عن كراسيهم”.
لكنه حذر العلام “من خطورة هذه الممارسات على مستبقل العملية الانتخابية، قائلا لكن بعد ورود الأخبار عن أن التحالفات سرقة أصواتهم، وجلعت الذين بوأوهم الرتبة الأولى أن يتدحرجوا إلى الرتب الأخيرة فيما يخص تشكيل الجهات، فإن الأكيد أن العديد من المواطنين حتى الذين صوتوا، سيراجعون موقفهم من الانتخابات في المغرب، وهذا ما سيزيد من منسوب اليأس، ويصب في خانة الفئات التي تقاطع الانتخابات أو لا تبالي بها”.
إلى ذلك حاز حزب الأصالة والمعاصرة على رئاسة كل من جهات الدار البيضاء (العاصمة الاقتصادي) ومراكش (الرمز التاريخي/السياحي) وجهة “طنجة-تطوان-الحسيمة” (المحادية لأوروبا)، وجهة الشرق (الحدود الجزائرية).