بعد ثلاثين عاما من الغياب المغربي عن أشغال الإتحاد الإفريقي، تبين أن لافائدة ولاطائل من أن يبقى بلد محوري و أساسي وقوي في المنظومة الإفريقية بعيدا عن هذا الاتحاد وهو ما جعل أغلب دوله يصادقون على طلب المغرب بالعودة باستثناء بعض دول الجنوب ومعها الجزائر التي عارضت هذه العودة بعضها مدفوع بنار الحقد والكراهية والتنكر لمقومات الجوار وبعضها عن جهل لمكونات وحقائق قضية الصحراء المغربية.
العديد من الدول الافريقية تدرك حق الإدراك أن دولة كالمغرب لايمكن أن يكون مكانها الطبيعي إلا ضمن منظومة القارة الإفريقية، و أن رجوع المغرب إلى كرسيه في الإتحاد الإفريقي إنما هو وضع طبيعي للقارة ككل، وهذا مايفسر حفاوة الاستقبال الذي لقيه جلالة الملك في كل زياراته للدول الافريقية.
ومن المعلوم أن خطوة المغرب هاته تعد نجاحا دبلوماسيا كبيرا إذ سيمكن الخارجية من أداء دورها بنجاح و يسر في قارة تراهن كثيرا على نشاط وزراء خارجية دولها، مما سييسر خدمة الأجندة المغربية المتعلقة بالصحراء بما يمكنه من ضحد ادعاءات الخصوم داخل المحافل القارية. ناهيك عن إنجاح فرص الاستثمار المغربية الكثيرة والمتنوعة في إفريقيا.
من هنا يتضح بجلاء أن القارة الأم لايمكنها البتة الاستغناء عن بلد في حجم المغرب، ثم إن طبيعة المعركة ضد الخصوم تفرض ألا تترك لهم الملاعب فارغة…