الظاهر أن تونس باتت تعاني من افة الارهاب عبر مسلسل من الضربات الإجرامية التي تستهدف استقرار و أمن البلاد كان اخرها ما عرفته منطقة ساقية سيدي يوسف بمحافظة الكاف شمال البلاد حيث تمكنت مجموعة إرهابية من مهاجمة المنطقة ونشر الذعر والفوضى وسط الساكنة.
تونس هذا البلد العربي المسلم الإفريقي والمغاربي الذي كان مثالا يقتدى به في الأمن والإستقرار وقبلة للسياحة العالمية و كان فريد الأطرش يلقبه ببلد الخضرة والغزلان يتحول بقدرة قادر إلى قبلة للإرهاب ليتحول أمن التونسيين إلى خوف وهلع, مما يطرح العديد من الأسئلة حول دوافع العمل الإرهابي المسخر هناك خاصة و أن هذا البلد لا يتوفر على مصادر طاقية ولا على احتياطات عالمية.
التونسيون هم من فجروا قنبلة الربيع العربي, ربيع بتسمية أمريكية وحلم تونسي كان يتوقع غدا ديمقراطيا وحال معيشة رغد وسؤدد لكن على ما يبدو عاقبة الأمل هي غير ذلك, وهناك العديد من المؤشرات التي توحي بذلك من أهمها أكبر تجنيد للمقاتلين في سوريا والعراق هم تونسيون, ولعل فشل المخطط في سوريا سيدفع هؤلاء إلى العودة إلى تونس بعد أن تم تدجينهم وتدريبهم على القتال وصنع المتفجرات مما سيجعل من تونس أكبر المعانين منهم.
لكن السؤال الجوهري هو هل ستبقى تونس وحدها في هذا السيناريو؟ قطعا لا لكون الإرهاب لا حدود له, من تم وجب وضع استراتيجية أمنية مغاربية موحدة للإلتفاف على هذا الخطر الداهم مادامت القوى العالمية الكبرى المحركة لخيوط الإرهاب لم تتخذ بعد القرار النهائي بخصوص القضاء عليه…