الظاهر أن إسرائيل لم تقدر الأمور بالشكل الذي يمكنها من الإجهاز على القدس دون أدنى مقاومة بعدما اعتقدت أن العرب منشغلين بمشاكلهم الداخلية, لكن على ما يبدو أن ما قلب المعادلات الصهيونية هو التدخل العسكري الروسي الذي أعاد التوازنات من جديد والتي على إثرها حقق الجيش السوري والعراقي تقدمات هامة في كل من سوريا والعراق.
إسرائيل باتت في ورطة بعدما خرج الشارع الفلسطيني خاصة في الضفة الغربية من السيطرة, ولم يعد يقوى عباس المنسق مع لإسرائيل على التحكم في الثائرين الفلسطينيين لتتسع دائرة المظاهرات وتشمل أراضي ال 48 في مقدمتها مدينة الناضرة, ليصيح المشهد مشهد انتفاضة ثالثة تبدو في الأفق.
هاجس اخر يؤرق إسرائيل ولا تعرف كيقية التعامل معه وهو المتعلق بحرب السكاكين التي يشنها عليها عدد من أبطال القدس وغير القدس مما جعل معه إسرائيل وشعبها تحت هاجس الخوف والهلع الدائمين.
من ناحية أخرى بدأت الشعوب العربية تتحرك ففي الاردن مئات الالاف من الاردنيين ينزلون إلى الشارع رافعين شعارات الغضب ومطالبين الحكومة الاردنية بإغلاق السفارة الاسرائيلية وطرد السفير الاسرائيلي, نفس الحماسة عرفتها شوارع الخرطوم في السودان, كذلك تصريحات منددة باعتداءات الصهاينة صدرت من الجزائر.
إن تردي الاوضاع في فلسطين المحتلة تسببت فيها الغطرسة الصهيونية, والان تبدو إسرائيل عاجزة عن توقيف المظاهرات والحد من تبعاتها خاصة و أن كتائب القسام قد توعدن إسرائيل برد قاسي إن هي تمادت في غطرستها واعتداءاتها على المقدسيين.
ولعل أسوء النتائج التي حصدتها إسرائيل والتي لم تكن في حسبانها هو هذا التضامن الكبير الحاصل بين فلسطينيي الضفة الغربية وغزة و أراضي ال48 مما جعل العديد من المحللين يؤكدون على صدمة حكومة نتانياهو وحيرتها عن كيفية اتقاء ضربات الهبة الشعبية الفلسطينية…
محمد الحافيظ /أصداء المغرب العربي