د. ابوبكر الطويل/ ديبلوماسي ليبي.
دائماً اؤكد في كل لقاءاتي العلمية التي تتناول القيادة كمحور للنقاش ، بأن القيادة تلعب دورا مهماً وحيوياً في تقدم وتطور الشعوب وتخلفها ، فكلما كان تفكير القيادة في البحث عن الطرق والسبل التي من شأنها أن تؤدي الى تطور الشعب والارتقاء به الى سلم التقدم والرفعة من خلال وضع الخطط والبرامج التنموية والاستفادة من المورد البشري والامكانيات المادية المتوفرة ، كانت قيادة واعية وتنموية وتطويرية قادرة على تلبية وتحقيق مطالب وآمال الشعب، الذي يطمح بأن يرى بلاده دولة متطورة ومتقدمة بخطى ثابته نحو الازدهار والرفاهية ،
وسيتحقق هذا الأمل وفي غضون سنوات من العمل الدؤوب والجاد اذا ما توفرت القيادة الواعية والوطنية والمدركة والقادرة على تحقيق مطالبه وامانيه وطموحاته، وتوصف هذه القيادة في علم السياسية بأنها قيادة براجماتية تنموية عملية تحكم العقل والمنطق وتسعى الى تحسين ظروف ومعيشة الناس وخلق برامج تنموية في اطار تنمية مستدامة وتحقيق العدالة الاجتماعية وقادرة على اتخاذ القرار المناسب وتمتلك القدرة على اقناع الآخرين بما تتخذه من قرارات بأسلوب الحوار والمنطق وهي قيادة تتصف ايضاً بالكاريزمية التي توصف بالتصميم والارادة والحسم وتلتزم بالضوابط المؤسسية الرسمية، ولا تؤمن بالبروباغندا والديماغوجية.
بل انها تعمل في صمت وهدوء لتحقيق مستقبل زاهر ومتقدم لشعبها. ولاشك في أن القيادة في المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس نستطيع أن نضعها في هذا الإطار المفاهيمي بامتياز، فقد نجحت نجاحا حقيقاً يمكن ملاحظته بكل سهولة ويسر وأي دبلوماسي مطلع ومهتم يستطيع ملاحظة ذلك التطور والتقدم. حيث استطاعت بنجاح توظيف الأمن والاستقرار الذي تتميز وتنعم به المملكة المغربية في تحقيق طفرة وقفزة نوعية مجالية في التنمية المستدامة الشاملة، واصبحت في غضون سنوات قليلة لديها قاعدة صناعية معتبرة ومقدرة وتنافسية على المستوى الاقليمي والدولي وقادرة على الولوج في سوق المنافسة الدولية في مجال الصناعات والانتقال من الصناعات التحويلة الى الثقيلة،
وايضاً التطور المهم في مجالات اخرى مثل السياحة من خلال توفير البنى التحتية الذي من شأنه أن وضع المغرب على قائمة افضل الدول السياحية في العالم لاسيما بما تزخر به مدنها من تنوع ثقافي ومادي، نهايك عن نجاح المغرب بفضل القيادة الرشيدة والحكيمة في ربط المملكة بشبكة حديثة من الطرق السيارة التي شيدت وفق افضل المعايير والمواصفات الدولية التي سهلت عملية انتقال السلع والخدمات والافراد بكل سهولة ويسر، وايضاً شبكة المواصلات وفي مقدمتها القطارات التي اختصرت على المواطن مسافات بالاف الكيلو مترات في زمن قياسي فضلاً عن ما تتمتع به من سبل ووسائل للراحة، وهناك مجالات اخرى كثيرة وعديدة منها الرياضية وما حققه المغرب في هذا المجال بنجاحها في استضافة كأس العالم للعام 2030 -ولو لا اقتناع العالم بما تتمتع به المغرب بنى تحتية ومرافق تضاهي الموجودة في الدول الأوروبية لما نجحت المغرب في استضافة هذا المحفل الدولي الكروي المهم – وايضا نجاحها في استضافة كأس افريقيا عام 2025 .
فضلاً عن النجاحات والانجازات الباهرة في قطاع الصحة والتعليم والتعليم التقني وما شاهدته شخصياً من نجاح حققته المملكة في هذه المجالات الحيوية. وقد كان من بين هذه الانجازات الرائعة ما رأيته بأم عيني من خلال زيارة إحدى مدن الكفاءات والمهن الواقعة بجهة الرباط سلا القنيطرة ( تامسنا) برفقة معالي وزير التعليم التقني بدولة ليبيا الذي يعتبر حقاً انجازا كبيرا ومهم للشباب المغربي سيضع المغرب على خارطة الدول العربية والافريقية كأول دولة تحقق تقدم تقني لاسيما في الصناعات الدقيقة ومنها قطع غيار السيارات الكهربائية والروبورتات، حيث اعجب معالي الوزير واعضاء الوفد الليبي بهذه المدينة الطموحة وما حققته في مجال التدريب وتأطير وتأهيل الكوادر التي سيعتمد عليها المغرب مستقبلاً في قيادة قاطرة الصناعات الثقيلة في هذا البلد الشقيق. انجازات مهمة تحققت للمغرب الشقيق بفضل وحكمة وقيادة جلالة الملك محمد السادس لابد من الإشادة بها وتوثيقها كشهود على العصر.