المندوبية السامية للمياه والغابات تتوقع صيفا حارقا وتتأهب لإطفاء النيران بوتيرة 2016

تتأهب المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لمواجهة موسم الحرائق هذه السنة بالنظر للتوقعات التي تشير إلى ارتفاع حرارة الصيف المقبل بشكل ملتهب خلاف السنوات الماضية.

واستعرضت “اللجنة التوجيهية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية”، صباح اليوم بمقر المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية التابع للمندوبية، كافة البروتوكولات لبداية موسم 2017.

وتترتكز هذه المقاربة الوقائية، بتخصيص المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر غلافا ماليا قدره 184.200.000 درهم سيوظف لتوفير التجهيزات والوسائل الكفيلة للحد من اندلاع الحرائق وذلك من خلال تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر وفتح وصيانة المسالك الغابوية  ومصدات النار بالغابات، وتهيئة نقط الماء مع صيانة وإنشاء أبراج جديدة  للمراقبة، وتوسيع الحراجة الغابوية بالإضافة إلى إعادة تأهيل المسالك، وتعبئة أكثر من 1250 مراقب حرائق،إضافة إلى الاستعانة ب 5 كنادير، أي طائرات إطفاء الحرائق.

وأوصت “اللجنة التوجيهية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية” المتكونة من عدة قطاعات مدنية وعسكرية وشبه عسكرية ” بضرورة تكاثف جهود جميع الشركاء والمتدخلين لإنجاح عملية التصدي لحرائق الغابات الخاصة بموسم 2017 استكمالا لنهج التدخل المبكر والإنذار المسبق. سيما وأن الأرصاد الجوية المغربية تتوقع صيفا أشد حرارة بزائد درجتين. وقد سجل الموسم الحالي 2017 اندلاع 25 حريقا بشكل مبكر هذه السنة.  

ويذكر أن المغرب سجل تقدما ملحوظا في شأن محاربة الحرائق الغابوية، على مستوى بلدان البحر الأبيض المتوسط، خلال العام 2016، وحسب ما ورد بالنظام المعلوماتي الاوروبي لحرائق الغابات، فإن أقل مساحة محروقة من الغابات  (2585 هكتار ) كانت في بلدنا. بينما  التهمت النيران بالبرتغال مثلا مساحة تقدر ب160000 هكتار ، تلتها الجزائر بمساحة 13000 ألف هكتار. أما إسبانيا، فقد اجتاحت فيها النيران 65000 هكتار من الغابات.

وفي التفاصيل، يمكن للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أن تفخر بما تحقق من منجزات خلال العام الماضي، بانخفاض مساحة التشكيلات الغابوية النبيلة التي تجتاحها النيران إلى 45 بالمائة (من 72 بالمئة إلى 40 بالمائة) وانخفاض متوسط المساحة المحروقة لكل حريق بنسبة 25 بالمائة (من8  هكتارات إلى 6 هكتار ات في الحريق الواحد).

هذه المنجزات لا يمكنها إلا أن تكون محفزا على مزيد التعبئة مع مختلف المتدخلين في إطار “اللجنة التوجيهية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية” من درك ملكي وقوات مسلحة والقوات المساعدة ووزارة الداخلية والتعاون الوطني… وذلك لتطويق ظاهرة الحرائق التي تسجل أكبر نسبة لها في منطقة الريف. علما أن بعض الحرائق تكون اسبابها اجرامية، وهو ما أشار اليه ممثل الدرك الملكي في ذات اللجنة بتقديم 52 شخصا بالى العدالة بتهمة اشعال الحرائق في الغابات العام الماضي.

الحسين أبو أمين