بدأ بعض زعماء الأحزاب السياسة يعتبرون المدة الفاصلة عن الانتخابات التشريعية توازي رمشة عين, فاختلطت الهواجس عندهم بما يوحي أنهم يستشعرون خطرا ما على مصيرهم وعلى تموقع حزبهم في بوثقة المشهد السياسي الوطني عامة, خاصة و أن البعض منهم كما هو حال حزب الميزان والمصباح مقبل على مؤتمرات عامة ربما ستحمل الجديد إلى كراسي الأمانة العامة مما حدا بها إلى استلال السيوف قبل انطلاق المعركة للفت الإنتباه وتعزيز الموقع وتثبيت الأقدام.
هذا ما يظهر جليا في الهجوم الكبير الذي شنه أمين عام حزب التقدم والإشتراكية على حميد شباط الأمين العام لحزب الإستقلال عندما نادى هذا الأخير إلى رفع عتبة الولوج إلى قبة البرلمان من 6 بالمائة المعمول بها حاليا إلى 10 بالمائة, معتبرا أن خلاصة شباط هاته خلاصة فردية فردانية لم يستشر بخصوصها دواليب حزبه, وهي الخلاصة التي يستشعر عبرها حزب الكتاب خطرا كبيرا عليه وعلى حزبه بالنظر للنتائج المتوسطة التي يحصل عليها في إطار العتبة المعمول بها. وهو الخطر الذي لا يبالي به حزب الإستقلال بالنظر إلى حجمه وتغطيته لكافة مدن و أقاليم وقرى المملكة.
رئيس الحكومة و أمين عام حزب العدالة والتننمية بدوره وجه سهامه إلى القائم على أمور حزب التراكتور معتبرا إياه المخول بالقضاء على الإسلاميين و أنه يحمل مشروع علمنة البلاد وفي هذا خطر كبير على المغرب حسب زعيم المصباح, و إن كان هذا الأخير قد نفى مرارا وتكرارا أن تكون الحكومة المغربية يقودها حزب إسلامي متناسي هو كذلك أنه إذا كان يعتبر دور إلياس العماري هو القضاء على فترة حكم الاسلاميين فإنه من الواجب أن يدرك كذلك عبد الإله بنكيران الدور المنوط به عندما جاء للحكم في فترة كان فيه المغرب مهددا بلفحات الربيع العربي لنتساءل معه ماذا الان وقد انطفأ لهيب الربيع العربي؟
وفي موقف غريب ذاك الذي سجله أمين عام حزب الأحرار نورالدين مزوار عندما استل هو الاخر سيفه في وجه حزب العدالة والتنمية متهما إياه بنزوعه نحو الهيمنة على الساحة السياسية بما يوحي أن حزب الحمامة بدأ يضيق ضرعا بحزب المصباح وغدا يستشف فيه خطورة عليه قد تصل إلى حد تهديد وجوده.
هي إذن بعض معالم المناكفات الحزبية في الفترة الفاصلة بينها وبين موعد الاستحقاقات, تلك الاستحقاقات التي ستكشف خبايا العديد من مرتكزات هذا الصراع وهذه المناكفات…