شيوخ القبائل الصحراوية يستنكرون تحركات “البوليساريو”ويطالبون بتنزيل الحكم الذاتي

شكل اجتماع زعماء وقادة الأحزاب السياسية الوطنية والبرلمانيون والمنتخبون والشيوخ والأعيان والعديد من الأطر الصحراوية المناضلة ، يومه الاثنين بالعيون لحظة مفصلية وفارقة بالنظر للتطورات المتسارعة التي شهدتها قضية الصحراء، بعد إقدام عناصر جبهة البوليساريو بالتوغل بمنطقة المحبس، ونقل بعض المنشآت العسكرية و الإدارية لكل من تفاريتي وبيير لحلو.

وأشار حمدي ولد الرشيد رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء ، في كلمته التي استهلها بالترحيب باسم منتخبي وأعيان شيوخ القبائل الصحراوية ، و بالأمناء العامون للأحزاب السياسية وبالضيوف الذين حجوا تلبية لنداء الوطن، إلى الأهداف المتوخاة من إحتضان العيون لهذا الحدث بالنظر لرمزيتها السياسية والتاريخية .

وأكد ولد الرشيد انخراط ساكنة الأقاليم الجنوبية التام في الدفاع عن ثوابت ومقدسات المملكة تماشيا والتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس, متابعا أن تنزيل الحكم الذاتي بشكل آني كحل جذري من شأنه أن ينهي النزاع الذي عمر أكثر مما يجب ورهن وحدة الشعوب والدول المغاربية فالمغرب قادرعلى الدفاع عن وحدة أراضيه.

ودعا ولد الرشيد الأمم المتحدة وبعثتها المينورسو للتدخل الفوري ووقف الإنتهاكات المتواصلة لعناصر البوليساريو بالمنطقة العازلة المنزوعة السلاح تماشيا والإتفاقات المبرمة تحت رعاية الهيئة الأممية سنة1991 وفي نفس السياق وجهت فاطمة سيدا نائبة رئيس جهة العيون الساقية الحمراء رسالة قوية إلى الجزائر والبوليساريو ، مؤكدة بأن الخروقات التي تمت فوق الأراضي المغربية، لن تثني منتخبي الجهات الجنوبية عن مواصلة سلسلة النماء والتنمية بالأقاليم العزيزة ، وأنهم يدعمون مخطط الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية

وأضافت  سيدا ، أن هذا الحل بات اليوم أولوية ملحة للمنطقة للإسراع في تنزيل الأوراش التنموية التي أطلقها الملك محمد السادس خلال زيارته إلى العيون، وأن الصحراويين على استعداد لكل الخيارات التي يحددها الملك. كما أكد ينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة وادي الذهب على وجوب الوحدة الوطنية ، للذود عن الوحدة الترابية للمملكة، قائلا إن تغيير الوضع القائم بالمنطقة العازلة يشكل خرقا صارخا  لاتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة في سنة 1991، وتغيير الوضع القائم بالمنطقة العازلة أمر مرفوض أمميا ومغربيا، مضيفا أن جهة الداخلة وساكنتها منخرطون ومجندون وراء جلالة الملك محمد السادس لبذل الغالي والنفيس في سبيل الوحدة الترابية للمملكة والحفاظ عليها .

و عبراحمد بكار رئيس المجلس الإقليمي لوادي الذهب عن تمسك مختلف مكونات الشعب المغربي الدائم واللامشروط بالثوابت الوطنية، قائلا: نجتمع اليوم في كبرى حواضر الصحراء المغربية ، مع كافة مكونات الشعب المغربي من أحزاب وشيوخ وأعيان وأطياف المجتمع المدني كممثلين شرعيين عن الساكنة التي انتخبتنا عبر انتخابات ديموقراطية ، لنعبر عن تمسكنا الدائم واللامشروط بثوابتنا الوطنية مؤمنين بعدالة موقفنا وشرعية قضيتنا المتمثلة في وحدتنا الترابية الوطنية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. وشجب بكار ، رفض الجزائر للانخراط الجاد في وضع حد لهذا النزاع المفتعل بما يتماشى وحجم مسؤوليتها في خلقه واستمرارية وجوده  ، الذي يعد من اكبر العوامل المعرقلة لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب والذي حظي بتأييد وبإشادة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باعتباره مبادرة جدية وذات مصداقية من أجل تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي .

من جانبه قال أحمد الخيار رئيس المجلس الإقليمي لبوجدور : نحن نشجب كل هذه التحركات والاستفزازات التي يقوم بها أعداء الوحدة الترابية في المنطقة، فالقضية الوطنية قطعت أشواطا أمام المنتظم الدولي، وأن المقترح المغربي للحكم الذاتي لا خيار عنه من أجل طي ملف النزاع المفتعل.

وأكد خيار أن تحركات خصوم الوحدة الترابية في المنطقة العازلة المفضوحة واللامسؤولة والمستفزة لمشاعر المغاربة، تبقى مناوشات حقيرة ولا تستند على أي أساس، و لن تثني المغرب عن مواصلة جهوده في تنمية الأقاليم الجنوبية وجعلها نموذجا يحتذى بها على الصعيد الإقليمي والدولي.

واعتبر رئيس المجلس الإقليمي للعيون مولود علوات، أن هذا اللقاء يأتي في وقت دقيق من مسلسل الوحدة الترابية التي يقوده صاحب الجلالة، قائلا: إن ظرفية اليوم تلزمنا أن نظهر عاليا للجزائر، أن ما تحبكه من دسائس لن ينال من المغرب، وبما أنها دولة جارة فعليها أن تتحمل كافة مسؤوليتها في الأمن والاستقرار بالمنطقة طالما عبثت وتعبث به .

وتابع علوات إننا كممثلي ساكنة الصحراء، نطالب من الأمين العام للأمم المتحدة بإجبار الخصوم على احترام التزاماتهم .

العيون / زينب الدليمي