فرنسي من أصول مغربية دخل الى وطنه لإقامة مشروع سياحي فعرقلته الكلاب الضالة

عاد “س.أ” رفقة أبيه ، وهما من أبناء الجالية المغربية المقيمة بفرنسا هذه السنة إلى وطنهما الأم، برؤية استثمارية، حاملين فكرة إقامة مشرع سياحي بالمغرب.

بداية الرحلة الاستكشافية من أجل المشروع أو ما يعرف بدراسة السوق، كانت من مدينة السعيدية شرق المغرب، وقادهما طموح الفكرة باتجاه العرائش ومدن أخرى.

قبل الوصول الى العرائش، حط الرجلان الرحال بمدينة شفشاون يوم 20 غشت الجاري. كانت شفشاون ضمن الخريطة المحتملة للمشروع. وربما هناك حصلت حادثة ستُقبر الفكرة لسبب ما يعتبره “س أ” تهورا وسوء تنظيم وخللا إداريا وتسلطا أيضا.

ماذا جرى لهذا المستثمر وابنه في شفشاون؟

يحكي (س. أ)انه بعد ركنه للسيارة بموقف للعموم بمدينة شفشاون في ذلك اليوم، وبمجرد ترجلهما منها هو وابنه، ليسألا عن حارس “الباركينيغ”، باغثهما سرب من الكلاب الضالة. هذه الكلاب كانت نائمة تحت السيارات، وقد أيقظها كلب الحارس بالنباح,أمام هذا السرب، وقد عَدَّ فيه الأب حوالي 12 كلباً، أصيب الولد بالهلع والرعب، وركض في منحدر طلبا للنجاة، ومن سوء حظه أنه عثر، وسقط أرضاً. ارتبك الوالد، وصرخ بقوة ليظهر أخيرا الحارس , كان الأب غاضباً، وكان أمرا عاديا أن يعاتب الحارس، على عدم جاهزيته ووجوده في المكان في الوقت المناسب، قبل أن يطلب منه اخطار رجال الشرطة أو طلب الاسعاف. وهو ما لم يفعله الحارس.

امام هذه الحالة، استقل الأب ابنه الى المستشفى في سيارة أجرة، وهو لا يعرف حجم الضرر الذي تعرض له ابنه, في مستشفى مدينة شفشاون، سيكتشف الرجل الصورة الحقيقية لأحوال الصحة في بلده، عندما رفض أن يرقد ابنه على سرير متسخ، وعليه آثار الدماء. بصعوبة بالغة غدر الرجل وابنه المستشفى ومعهما وصفة طبية لشراء الدواء.

المحطة الموالية بعد المستشفى كانت رجال الأمن. الحاح (س أ)أخرج من وجدهم في المداومة الى عين المكان. كان المشتكي يأمل ان يخرج وفي يده محضر، بعد تلك المعاينة حول ما جرى. لكن ذلك لم يحصل، قِيلَ، لغياب رئيس مصلحة الشرطة.

يقول “س أ” إنه لما سأل حارس “الباركينغ” حول توفره على رخصة الكلب من عدمها، جاءه الجواب بالإيجاب، من أحد رجال الأمن، لا من صاحب الكلب لم يبتلع الرجل مرارة ما حصل. عاد في اليوم الموالي الى مصلحة الأمن، وهناك استقبله الرئيس استقبالا لائقا، بل واعتذر له وتأسف لما حصل.

كان المستثمر المغربي “س أ” راغبا في تحديد المسؤولية عما جرى له ولإبنه، ليسهل عليه سلك طريق العمل قانونيا على ترتيب الجزاءات. خرج من مكتب الكومسير باتجاه وكيل الملك بابتدائية الشاون. كان الاستقبال في المستوى,اقتضى الأمر أن يعود “س أ” الى مكاتب رجال السلطة بدءً بقائد المقاطعة. هذا الأخير استقبل المهاجر أول مرة استقبالا طيبا، وأعطاه موعدا ليحضر في اليوم الموالي على الساعة العاشرة صباحاً، في إطار مقابلة مع الحارس المتهم بالتهاون. وفيما حضر المشتكي قبل الوقت بنصف ساعة، تأخر الحارس بأكثر من ساعة.

تلاشت الابتسامة في وجه القائد، ولاحظ المهاجر أن رجل السلطة الذي استقبله أمس بحفاوة، تغير سلبا في التعامل معه إلى أقصى درجة. “قلب علي القايد وجهو” يحكي (س أ)  مما جعله يذكره بأن بإمكانه حمل شكايته إلى عامل الإقليم. وهنا تجدد استعداد القائد وأمر في طلب حضور الحارس,حكى كل طرف أمام القائد قصته، وهنا سجل المهاجر نقطة على خصمه لكونه لم يتصل لا بالشرطة ولا بالاسعاف، ولا حتى بعون السلطة (المقدم). أسوأ ما سجله أيضا على الحارس انه لم يطلب الاعتذار لما جرى لزبونه في الموقف الذي يحرسه.

اللقاء لم ينته بتحرير محضر. مما تطورت معه الأمور، لتصل الى باشا المدينة.

وبتدخل محامي في الأمر، يأمل “س  أ” رفقه ابنه رفع دعوى قضائية ليس فقط ضد الحارس المتهاون، بل ايضا ضد مجلس مدينة الشاون التي يرجع اليه أمر تسيير موفق الموقف العمومي، كما تعود اليه مسؤولية عدم محاربة أسراب الكلاب الضالة التي تخصص لها المجالس فصلا في الميزانية السنوية قصد التخلص منها وإراحة المواطنين من أداها وإزعاج راحتهم.

يستخلص من هذه الواقعة أن حالة المستثمر “س أ” قد لا تكون واحدة فقط. لأن هناك تفاصيل يكتشفها المستثمرون منذ دخولهم الى المطار أو في الميناء أوعلى الطريق أوفي مرافق مختلف الإدارات. في هذا المضمار الطويل يتقرر البدء في تنفيذ المشروع أو طي الملف نهائيا.